الدروس
رحلة معرفية: التمهيد لظهور الإمام المهدي (عج)
تسجيل الدخول
درس صوتي

تمهيد الظهور ومعوقات التمهيد

مقدمة:

في هذه الجلسة، سنستعرض مفهوم “تمهيد الظهور” ونبحث في الموانع التي تحول دون تحقيق هذا التمهيد. سنناقش ما يلي:

  1. معنى التمهيد للظهور.
  2. كيفية الجمع بين التمهيد والتقدير الإلهي.
  3. تأثير اليأس على عملية التمهيد.
  4. كيف يؤدي اليأس إلى الإنكار وما يترتب على ذلك.
  5. آفة النسيان والغفلة وعلاقتها بعدم التمهيد.
  6. أخيرًا، ما الحاجة إلى الإمام المهدي وإلى الظهور؟

هدف الدرس: التعرف على “موانع التمهيد” والعوامل التي تشكل عقبات أمام تمهيد الإمام المهدي عليه السلام.


(1) ما معنى التمهيد؟

تعريف التمهيد للظهور:

تمهيد الظهور يعني القيام بالأعمال والوظائف التي تسرّع من ظهور الإمام المهدي عليه السلام. وهو السير نحو تحقيق أهداف الإمام والعمل على تحقيقها في المجتمع.

كيفية تحقيق التمهيد:

  • معرفة أهداف الإمام: يتم ذلك من خلال المصادر الموثوقة كـ”دعاء الندبة”، حيث يُذكر فيه الكثير من أهداف الإمام ودوره المنتظر.
  • أهمية تكرار دعاء الندبة:
    1. لمعرفة الأهداف: يساعدنا الدعاء على فهم ما يسعى الإمام لتحقيقه.
    2. للتذكير: يذكّرنا باستمرار بواجباتنا تجاه الإمام.
    3. لمحاسبة النفس: نقيس أعمالنا على ضوء هذه الأهداف ونقيم مدى توافقها معها.

الانتظار الإيجابي مقابل الانتظار السلبي:

  • الانتظار السلبي: هو التوقف عن العمل والاكتفاء بالترقب دون بذل جهد.
  • الانتظار الإيجابي: هو العمل الدؤوب لتحقيق الظروف المناسبة لظهور الإمام.

دليل من الحديث الشريف:

  • قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج”. هذا يشير إلى أن الانتظار هنا عمل إيجابي يتطلب الجهد والسعي.

الرد على من ينكر مفهوم التمهيد:

  • بالرغم من عدم ورود مصطلح “تمهيد الظهور” بشكل صريح في النصوص الشرعية، إلا أن معناه موجود من خلال مفهوم “الانتظار” و”يوطئون للمهدي سلطانه” أي يهيئون له الظروف المناسبة.

(2) التمهيد والتقدير الإلهي: كيف يجتمعان؟

سؤال:

  • إذا كان كل شيء مقدرًا من قبل الله، بما في ذلك وقت ظهور الإمام، فكيف يمكن أن نؤثر نحن في ذلك من خلال التمهيد؟

الإجابة:

  • التقدير الإلهي نوعان:

    1. تقدير غير مشروط (اللوح المحفوظ): وهو ما قضى به الله بشكل حتمي.
    2. تقدير مشروط (لوح المحو والإثبات): وهو ما يمكن أن يتغير بناءً على أفعال البشر.
  • دليل من القرآن الكريم:

    • قوله تعالى: “يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ۖ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ” (سورة الرعد، الآية 39).

دور الإنسان ودور الله:

  • دور الإنسان: السعي والعمل والتمهيد لظهور الإمام.
  • دور الله: التقدير النهائي وتحديد وقت الظهور بناءً على حكمة إلهية.

تقريب الفكرة:

  • الماركسية وفكرة “جبر التاريخ”: ترى أن التاريخ يسير بحتمية دون دور للإنسان.
  • الرد على الفكرة: في الإسلام، للإنسان دور فعّال في تغيير واقعه من خلال العمل والدعاء.

أهمية الدعاء والعمل:

  • دعاء الفرج: “اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن…”.
  • التأثير: الدعاء والعمل يمكن أن يكون لهما تأثير في تعجيل الظهور، لأن الأمر في لوح المحو والإثبات.

(3) التمهيد واليأس:

تأثير اليأس على التمهيد:

  • اليأس: يؤدي إلى التوقف عن العمل وفقدان الأمل.
  • الأمل: يحفّز على العمل والسعي نحو تحقيق الأهداف.

أسباب اليأس:

  • ضعف الاعتقاد بقدرة الله: عندما يشك الإنسان في قدرة الله على تغيير الأمور.
  • الابتلاءات والصعوبات: قد تجعل البعض يفقد الأمل في التغيير.

دليل من القرآن الكريم:

  • قوله تعالى: “وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ” (سورة يوسف، الآية 87).

أهمية الثبات والصبر:

  • حديث عن الإمام الكاظم عليه السلام:
    • يصف فترة الغيبة بأنها ابتلاء يتميز فيها المؤمنون الصابرون.
    • النتيجة: “طوبى لشيعتنا المتمسكين بحبلنا في غيبة قائمنا…”.

(4) التمهيد والإنكار:

من اليأس إلى الإنكار:

  • المرحلة الأولى: يبدأ الشخص باليأس من ظهور الإمام.
  • المرحلة الثانية: يصل إلى إنكار وجود الإمام من الأساس.

تأثير الإنكار على التمهيد:

  • فقدان الدافع للعمل: إذا لم يؤمن الشخص بوجود الإمام، فلن يسعى للتمهيد لظهوره.
  • خطورة الإنكار: يؤدي إلى الابتعاد عن الدين والقيم الروحية.

دليل من الحديث الشريف:

  • قول الإمام الصادق عليه السلام: “حتى يُقال: مات أو هلك، في أي وادٍ سلك؟”.

أهمية اليقين والثبات:

  • دور الأدعية في تعزيز الإيمان:
    • دعاء زمن الغيبة: يؤكد على طلب الثبات وعدم اليأس.
    • المحافظة على الذكر والانتظار: “ولا تُنسِنا ذكره وانتظاره”.

مقارنة مع مذاهب أخرى:

  • مفهوم التمهيد لدى المذاهب الأخرى:
    • بعض المذاهب لا تعتقد بولادة الإمام المهدي حتى الآن، وبالتالي قد لا يكون لديهم مفهوم واضح للتمهيد.

(5) التمهيد والنسيان والغفلة:

مشكلة الغفلة:

  • النسيان: قد يؤمن الشخص بالإمام وضرورة التمهيد، لكنه ينسى ذلك بسبب الانشغال.
  • أسباب الغفلة:
    1. عدم إدراك الأهمية: إذا لم يشعر الشخص بأن الأمر ضروري في حياته.
    2. الانشغال بالدنيا: المشاغل اليومية قد تلهي الإنسان عن الأمور الروحية.

كيفية التغلب على الغفلة:

  • إدراك أهمية الإمام في الحياة:
    • تذكير النفس بأن وجود الإمام مرتبط بسعادتنا في الدنيا والآخرة.
  • تنظيم الوقت والأولويات:
    • تخصيص وقت للعبادة والذكر والقيام بالأعمال الصالحة.

دليل من القرآن الكريم:

  • قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ” (سورة المنافقون، الآية 9).

أهمية الذكر المستمر:

  • دعاء زمن الغيبة:
    • التأكيد على طلب عدم نسيان ذكر الإمام وانتظاره.
  • الاستمرارية في الأعمال الصالحة:
    • المشاركة في المجالس الدينية.
    • قراءة الأدعية والزيارات المرتبطة بالإمام.

الخلاصة:

تمهيد الظهور هو مسؤولية كل فرد يؤمن بالإمام المهدي عليه السلام. لتحقيق هذا التمهيد، يجب علينا:

  • العمل المستمر: السعي نحو تحقيق أهداف الإمام في المجتمع.
  • التغلب على الموانع: مثل اليأس، الإنكار، النسيان والغفلة.
  • تعزيز الإيمان واليقين: من خلال العبادة، الدعاء، والتفكر في قدرة الله وحكمته.
  • التذكير الدائم: بأهمية الإمام ودوره في حياتنا.

بالعمل الجماعي والفردي، نستطيع أن نكون جزءًا من التمهيد لظهور الإمام ونساهم في تحقيق العدالة الإلهية في الأرض.