الدروس
رحلة معرفية: حلول حقيقية لمشاكل الشباب
تسجيل الدخول

Curriculum

حلول حقيقية لمشاكل الشباب

الدروس

0/18
درس صوتي

الفراغ والبطالة

مقدمة: مشكلة الفراغ

  • من أبرز المشاكل التي يعاني منها الشباب في مرحلتهم العمرية هي:
    الفراغ، البطالة، وعدم وجود برنامج أو هدف واضح.
    • هذه المشكلة ليست فقط مشكلة قائمة بذاتها، بل هي سبب لكثير من المشكلات الأخرى.

آثار الفراغ السلبية

1. الفراغ سبب للذنوب والمعاصي:

  • قال الإمام علي (عليه السلام):

    “مِن الفَراغِ تكونُ الصَّبوةُ.”

    • الفراغ يُتيح للشيطان فرصة لزرع الوساوس وتزيين الأعمال السيئة.
    • تأمل:
      • الذنوب والشهوات غالبًا ما تجد أرضيتها في أوقات الفراغ.
      • التجارب الشبابية:
        • الخيال الجامح، استذكار الذنوب، والاستسلام لهوى النفس كلها تغذى على وقت الفراغ.

2. الفراغ يؤدي إلى الإحباط والاكتئاب:

  • التفسير:
    • غياب الهدف يجعل الشباب يشعرون بالإحباط واليأس.
    • يؤدي هذا إلى الانعزال، وفي بعض الحالات إلى الانتحار.
  • ربط الإلحاد بالفراغ:
    • غياب الهدفية والفراغ الروحي يؤديان إلى الاكتئاب والانتحار، وهو ما يُلاحظ في بعض الحالات التي ترتبط بالإلحاد.

3. الفراغ يُحقق أهداف العدو:

  • استراتيجية الإلهاء:

    • الشاب هو محرّك المجتمع.

    • إذا تم إلهاء الشباب وإغراقهم في الفراغ، يُصبحون أداة غير مباشرة لتحقيق خطط الأعداء.

    قال الإمام الكاظم (عليه السلام):
    “إنَّ اللّه َ جَلَّ وعَزَّ يُبغِضُ العَبدَ النَّوّامَ الفارِغَ.”

    • إستراتيجية الإلهاء:
      • فراغ الشباب هو رصيد للأعداء لتعطيل إمكاناتهم.

أحاديث توجيهية:

  • قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

    “اِنّ لِلّهِ مَلَكاً یَنزِلُ فی كُلّ لَیلةٍ فَینادی: یا اَبناءَ العِشرینَ! جِدّوا و اجْتَهِدوا.”

    • الرسالة:
      • المرحلة الشبابية هي وقت العمل والاجتهاد وليس الاستسلام للفراغ.

ما هو علاج الفراغ؟

الإجابة:

  1. قبل كل شيء: إدراك أهمية المرحلة الشبابية.
    • وعي الشاب بقيمة هذه المرحلة هو الخطوة الأولى للخروج من الفراغ.
    • إدراك أن الفراغ يهدد استقراره النفسي، الروحي، والمجتمعي.

أهمية مرحلة الشباب: الفرص الذهبية

مرحلة الشباب ليست مجرد مرحلة عمرية، بل هي مرحلة الفرص الذهبية التي لا تعود. هذه المرحلة تحمل إمكانات فريدة إذا استُغلت بشكل صحيح. دعونا نتناول أول فرصتين:

1. الفرصة في القوة الجسدية والصحة والنشاط:

  • الشباب يتميزون بالقوة البدنية والنشاط الذي يُمكن توجيهه نحو:

    1. العبادة:
      • مثل البرامج العبادية والرياضات الروحية.
      • السفر العبادية كزيارة المراقد المقدسة.
    2. خدمة الدين والمجتمع:
      • قال السيد القائد عن السيد الإمام الخميني:

        “كل ما لديه هو من أيام شبابه.”

  • الشيطان وإلقاء الكسل:

    • الكسل يُعد أحد أدوات الشيطان لتعطيل قوة الشباب.
    • السيد القائد يقول:

      “أنا أحفظ روحية شبابي إلى الآن.”

  • التحديات:

    1. الألعاب الإلكترونية التي تضعف النشاط والقوة الجسدية.
    2. التربية الحديثة التي تُركز على الراحة والكسل بدلاً من النشاط والصحة.
  • الرسالة:

    • القوة الجسدية والصحة فرصة محدودة، تنتهي سريعًا إذا لم تُستغل.

2. الفرصة في الذكاء وحدة الذهن والذاكرة:

  • الشباب هم الأكثر قدرة على التفكير الحاد والاستيعاب السريع:

    • الإمام علي (عليه السلام):

      “إذَا احتَجتَ إلَى المَشورَةِ في أمرٍ قَد طَرَأَ عَلَيكَ فَاستَبدِهِ بِبِدايَةِ الشُّبّانِ؛ فَإِنَّهُم أحَدُّ أذهانا، وأسرَعُ حَدسا، ثُمَّ رُدَّهُ بَعدَ ذلِكَ إلى رَأيِ الكُهولِ وَالشُّيوخِ لِيَستَعقِبوهُ و يُحسِنُوا الاختِيارَ لَهُ.”

  • استثمار الذكاء في الأنشطة المفيدة:

    1. قراءة الكتب:
      • توسع المدارك وتنمي التفكير.
    2. حفظ القرآن:
      • يقوي الذاكرة ويُنمي الروح.
    3. التعليم:
      • نشر المعرفة للمجتمع.
  • أهمية التعليم في الصغر:

    • قال الإمام الكاظم (عليه السلام):

      “مَن تَعلَّمَ فی شَبابِهِ كانَ بِمَنزِلَةِ الرَّسمِ فی‌الحَجَرِ.”

    • وقال الإمام الصادق (عليه السلام):

      “لَستُ اُحِبُّ أَن أَریَ الشّابَّ مِنكُم اِلاّ غادِیاً فی حالَینِ: عالِماً اَو مُتَعَلِّماً.”

  • الرسالة:

    • العقل والذكاء في مرحلة الشباب هما أدوات للتغيير والتطوير، لكنهما أيضًا فرصة قصيرة الأجل.

الرسالة: الفرصة لا تعود

  • الشباب هو مرحلة بناء الذات والقدرات.
  • إذا لم تُستغل هذه الفرص، فإنها تُصبح ذكريات من الماضي لا يمكن استعادتها.
  • القوة والذكاء ليست مجرد نعم، بل مسؤولية أمام الله والمجتمع.

 

السؤال لك: كيف يمكن أن تستثمر هذه الفرص في بناء ذاتك وخدمة الآخرين؟

3. الفرصة في طهارة القلب

  • الشباب أقرب إلى الملكوت:

    • مرحلة الشباب تتميز بصفاء القلب وسهولة غرس القيم والفضائل.
  • برنامج العبادة والأخلاق:

    • الشباب فرصة لتطوير النفس من خلال:
      • برنامج عبادي روحاني يقربهم إلى الله.
      • برنامج أخلاقي يزرع الملكات الفاضلة ويُعمّق الطهارة الروحية.
  • توصيات المعصومين:

    • قال الإمام الصادق (عليه السلام):

      “عليك بالأحداث فإنهم أسرع إلى كل خير.”
      المصدر: عن إسماعيل بن عبد الخالق في الكافي، ج8، ص92.

    • قال الإمام علي (عليه السلام):

      “إِنَّما قَلبُ الحَدَثِ كَالأَرضِ الخالِیَةِ، ما اُلِقیَ فیها مِن شَیءٍ قَبِلَتهُ.”
      التفسير:

      • الشباب كالأرض الخصبة، يقبل القيم والفضائل بسهولة، وهذه فرصة يجب استثمارها.
    • قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

      “اِنَّ اللهَ بَعَثَنی بَشیراً وَنَذیراً، فَحالَفَنیِ الشُّبّانُ وَخالَفَنیِ الشُّیوخُ.”

  • التطبيق العملي:

    • انظر إلى ثورة الإمام الخميني، ودور الشباب فيها.
      • شارك الشباب في الجبهات الثقافية والعسكرية ووقفوا حول الإمام بثبات وإيمان.
  • التحذير:

    • قال الإمام الصادق (عليه السلام):

      “إن العبد لفي فسحة من أمره ما بينه وبين أربعين سنة، فإذا بلغ أربعين سنة أوحى الله عز وجل إلى ملكيه: قد عمرت عبدي هذا عمرًا، فغلظا وشددا وتحفظا، واكتبا عليه قليل عمله وكثيره وصغيره وكبيره.”

    • وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

      “إذا بلغ الرجل أربعين سنة ولم يغلب خيره شره، قبل الشيطان بين عينيه وقال: هذا وجه لا يفلح.”

  • كلام السيد الإمام الخميني للسيد أحمد:

    “اعمل في شبابك، وإلا فسيشبّ الحرص والأمل وحب الدنيا.”

  • الرسالة:

    • طهارة القلب فرصة ذهبية لا تدوم، فإذا لم تُستغل في الشباب، تصبح أكثر صعوبة مع التقدم في العمر.

4. الفرصة في العزم والهمة

  • الشباب قوة تغيير لا تُستبدل:

    • يتميز الشباب بروح الإرادة والتمرد على الباطل:
      • الرغبة في التغيير.
      • الوقوف في وجه الظلم.
  • عدم الانكسار أو التسليم:

    • الشاب لا يرضى بالظلم سواء كان فرديًا أو اجتماعيًا.
    • هذه الروح هي المحرك الأساسي لكل الثورات والتغييرات المجتمعية.
  • الأمل بالظهور والتمهيد له:

    • الشباب هو القوة الدافعة نحو العمل لتحقيق العدالة والتمهيد للإمام المهدي (عج).
  • تحذير من استراتيجية الإلهاء:

    • قال السيد القائد:

      “الشاب هو محرِّك المجتمع، فإذا تم إلهاؤه وضياعه، تعطلت الحركة المجتمعية.”

    • الأعداء يدركون ذلك، لذا يستهدفون الشباب بالإلهاء عن القضايا الكبرى.
  • الرسالة:

    • إرادة الشباب قوة مؤقتة، إذا لم تُستثمر في التغيير الإيجابي، قد تتحول إلى استسلام أو خضوع مع مرور الوقت.

رسالة شاملة: أهمية مرحلة الشباب

  1. طهارة القلب:

    • مرحلة الشباب هي وقت بناء الروح والقيم الأخلاقية.
    • إذا غُرست الفضائل في هذه المرحلة، تثمر طوال العمر.
  2. العزم والهمة:

    • روح الشباب تعني رفض الظلم والسعي للتغيير.
    • هذه الإرادة هي وقود أي حركة إصلاحية أو ثورة مجتمعية.

سؤال: ما السر في أن يكون أنصار الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) أكثرهم من الشباب؟

  • الحديث:

    قال الإمام الصادق (عليه السلام):

    “إن أصحاب القائم شباب لا كهول فيهم إلا كالكحل في العين أو كالملح في الزاد، وأقل الزاد الملح.”

    المصدر: [بحار الأنوار، ج52، ص333]

  • الإجابة:

    • لا يوجد تحيز في اختيار الأنصار من الشباب، ولكن الصفات التي يتميز بها الشباب تجعلهم الأنسب لدورهم في نصرة الإمام.
    • الخصائص التي ذكرناها سابقًا مثل القوة، الحماس، والقدرة على التغيير تفسر سبب كون الأنصار من الشباب.

فهم فضل الشباب

  • قول الإمام علي (عليه السلام):

    “الشباب لا يعرف قدره إلا الشيوخ.”

    المصدر: [غرر الحكم ودرر الكلم، حديث رقم 1163]

    “شيئان لا يعرف فضلهما إلا من فقدهما: الشباب والعافية.”

    المصدر: [غرر الحكم ودرر الكلم، حديث رقم 5668]

  • التأمل:

    • كثيرًا ما لا يدرك الإنسان قيمة شبابه إلا بعد أن يمضي.
    • من المهم أن يعي الشباب فضل هذه المرحلة ويستغلونها بشكل إيجابي.

سؤالان مهمان: عن العمر بشكل عام وعن الشباب بشكل خاص

  • حديث الإمام الرضا (عليه السلام):

    “إذا كان يوم القيامة، لا تزول قدم عبد حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن حبنا أهل البيت.”

    المصدر: [عيون أخبار الرضا، ج2، ص131]

  • التأمل:

    • يُظهر الحديث أن الشباب مرحلة سيُسأل الإنسان عنها بشكل خاص، مما يدل على أهميتها ومسؤوليتنا تجاهها.
    • العمر والشباب والمال وحب أهل البيت هي محاور رئيسية في تقييم أعمال الإنسان.

الخلاصة:

  • فضل الشباب يكمن في قدرته على التغيير والإنتاج:

    • مرحلة الشباب هي فرصة لتحقيق الإنجازات وبناء الذات.
  • المسؤولية أمام الله والمجتمع:

    • سنُسأل عن شبابنا وكيف استغليناه، لذا يجب أن نكون على وعي بذلك.
  • العمل على ملء الفراغ بما ينفع:

    • بالعلم والعمل والعبادة، نستطيع أن نعالج الفراغ ونبني مستقبلًا مشرقًا.

رسالة الدرس:

 

  • استغل شبابك قبل فوات الأوان.
  • اجعل من الفراغ فرصة للإبداع والتطوير.
  • كن عنصرًا فاعلًا في مجتمعك وساهم في بناء الأمة.