دعوة الحق والعمل الصالح: تأملات من آية في سورة فصلت
- 14/11/2024
- تم النشر بواسطة: مصطفى الحوري
- الفئة: دراسات القرآنية

تستعرض الآية 33 من سورة فصلت مقياسًا ساميًا للدعوة إلى الله والعمل الصالح، حيث تربط بين القول الحسن ودعوة الناس إلى الحق عبر الإيمان بالله والعمل بالأفعال الصالحة. هذه الآية تضع أسسًا قوية لمن يريد أن يكون داعيًا حقًا إلى الله، موضحةً أن القول الحسن لا يُؤتي ثماره إلا إذا اقترن بالعمل الخيّر والتسليم الحق.
تفسير الآية 33 من سورة فصلت
“وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ”
ورد في تفسير الأمثل أن الآية تأتي بصيغة استفهامية إنكارية، مما يعني أنه لا يوجد قول أفضل من قول الشخص الذي يدعو إلى الله ويقرن قوله بالعمل الصالح. فالإيمان والتسليم لله يجعلان هذا القول راسخًا ومؤثرًا، إذ إن الدعوة هنا ليست مجرد كلمات، بل تتعزز بالأفعال التي تدعم صدقها وتؤكدها.
ثلاث صفات لصاحب القول الحسن
الآية ترسم ثلاث صفات لمن يتميز بقول حسن، وهي:
- الدعوة إلى الله: إيصال رسالة التوحيد والإيمان بالله.
- العمل الصالح: ربط الدعوة بالعمل الذي يعكس مصداقيتها.
- التسليم: الاعتراف بالانتماء إلى دين الحق بوعي وثبات.
الصفات الأساسية للداعي إلى الله
من خلال الروايات الإسلامية، تتضح لنا صفات أساسية لمن يحمل لواء الدعوة، ومنها:
- العلم بالدين وفهمه بعمق.
- الصفات الخُلقية، التي تجسد الدعوة عبر التخلق بالأخلاق الإسلامية.
- وضوح النهج في الدعوة، بحيث تكون رسالته واضحة وخالية من التناقضات.
- مخالفة الهوى، إذ يبتعد عن الأهواء الشخصية ويخضع نفسه لخدمة رسالة الله.
وقد أوصى الإمام علي (عليه السلام) بالوعي والتثبت بالدعوة الحقة، حيث قال: “رحم الله امرأً سمع حكمًا فوعى، ودعي إلى رشاد فدنا، وأخذ بحجزة هاد فنجا”، مشيرًا إلى أهمية وعي الداعي لمبادئ الحق والتزامه بها.
البرنامج العملي للدعاة إلى الله
وضع أهل البيت (عليهم السلام) برنامجًا عمليًا متكاملًا للدعاة، يشمل أربع خطوات أساسية:
- البناء الذاتي: تعزيز الإيمان والعمل الصالح في النفس.
- دفع السيئة بالحسنة: تبني منهجية التعامل الإيجابي مع الأذى.
- تهيئة الأرضية الأخلاقية: العمل على تهيئة بيئة أخلاقية لنشر الرسالة.
- رفع الموانع ومحاربة الوساوس: إزالة العقبات النفسية التي تعيق الدعوة.
هدية للمعلمين والمبلغين
يقول الإمام الصادق (عليه السلام):
“من تعلم لله وعمل لله وعلم لله دعي في ملكوت السماوات عظيمًا”.
هذا القول يعبر عن تكريم خاص للمعلمين والدعاة الذين يتعلمون، ويعملون، وينقلون العلم بإخلاص، مما يجعلهم عظماء في ملكوت السماوات.
دورات مقترحة لمتابعة التعمق
للمهتمين بموضوع الدعوة إلى الله والعمل الصالح، قد تكون الدورات التالية مفيدة لتعميق الفهم وتطوير الذات:
- حلول حقيقية لمشاكل الشباب: رحلة للتغيير والتطوير
دورة تستهدف توجيه الشباب نحو التغيير الإيجابي، وتنمية الذات من خلال قيم وأسس سليمة. - استغلال الدين: فهم ومواجهة الظاهرة
تساعد هذه الدورة على فهم كيفية مواجهة استغلال الدين، مما يساهم في تعزيز الدعوة الصادقة والوعي الديني الصحيح. - رحلة التمهيد لظهور الإمام المهدي (عج)
تناقش التهيئة الروحية اللازمة في عصر الغيبة، وتربط بين الدعوة إلى الله والالتزام بتعاليم أهل البيت (ع). - الغزو الثقافي: أشكال الهجوم على المجتمعات الإسلامية
تركز على كيفية مواجهة التحديات الفكرية والثقافية التي تواجه المجتمعات الإسلامية، وأهمية الدعوة الصالحة في تحصين المجتمعات.
يمكن الاطلاع على هذه الدورات للحصول على فهم أعمق حول أبعاد الدعوة الصادقة والعمل الصالح في مواجهة تحديات العصر.
الكاتب:mustafaalhoorey12@gmail.com
4 تعليقات
اترك تعليقاً إلغاء الرد
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.
مقال رائع ومفيد جدا
بوركتم
حفظكم الله تعالى، الشكرُ لكم على مروركم
نحتاج طرح المزيد من هذه المقالات القرانية لنطبق القرآن عمليا في حياتنا
بإذن الله تعالى ، وببركة دعاكم ، نسال الله التوفيق لكتابة المقالات والبحوث القرآنية المرتبطة في الواقع الحياتي والعملي ، شكراً لكم على الاثراء ، كما أني أستقبلُ أقتراحاتكم في العناوين المرادة ، أسالكم الدعاء